عليا الطلاق كله بيكدب

Read Time:2 Minute, 0 Second

اشرف الخمايسي يكتب:*

وعليا الطلاق “كزبرة” صادق تماما في هذه الجملة، ولولا إنه كله بيكدب، بعمد أو بغير عمد، ما كانش نقيب المهن الموسيقية حوله للتحقيق، عشان “كزبرة” بيقدم نوع من الفن الشعبي، والفن الشعبي له كلماته اللي تخصه، وطريقة الأداء اللي تخصه، وحتى التصوير اللي يخصه.

ومن قلة المفهومية المعيبة للنقباء الفنيين، من أدب أو نشر أو غناء أو موسيقى أو تمثيل، أنه يعتبر نفسه رقيب أكتر منه راعي للفن، فيعتبر سيادة نقيب المهن الموسيقية لفظ “عليا الطلاق” لفظ مخل، يجب حذفه، لأنه بالأصل مش لفظ مخل ولا حاجه، بيقوله المسلمون حين فصم العلاقات الزوجية بينهما، فهو لا لفظ عيب، ولا حرام، ولا خادش للحياء.

وياما كانت الأغاني الشعبية محملة بألفاظ صريحة دارجة، متماشية مع وضوح وعفوية الشعب المصري في عمومه، ولم يقل أحد إنها خادشة! فإذا كان سيادة النقيب يريد تطهير الغناء المصري من شعبيته المنحلة، فليضع قانونا لنقابته يرفض على أساسه ضم الغناء الشعبي للنقابة، فيقوم بتوع الغناء الشعبي يعملوا لنفسهم نقابة فن شعبي مستقلة بقوانينها اللائقة بها، لكن أن تمارس نقابة المهن الموسيقية دورا رقابيا مشينا على الغناء، فهذا يتعارض تماما مع ما يبتغيه كل مثقف من حرية للفن.

المصيبة السودة التانية، والأنقح من الأولى، اللي اتسببت فيها أزمة “كزبرة”، هي محاولة صناعة صنم جديد، واعتبار كل من نجح في تقديم إنجاز كبير هو شخص مقدس الذات لا يمس! بل كمان يستحسن نطوف حوله احتراما وتقديرا وتقديسا، مع ان صاحب الإنجاز بشر، ومحط آراء، ومن حقي أكتب رأيي فيه، أو أغنيه، أو أرسمه! و”كزبره” لم يضع رأيا ولا نيلة في “زويل”، كل كلمات الأغنية لا علاقة لها من قريب أو بعيد بـ”زويل”. ولا أعتقد أن شيئا في نفس “كزبرة” تجاه “زويل” تحديدا.

لكن الست هانم، أخت “زويل”، ركبت التريند، في ذات الوقت تتهم “كزبرة” بأنه يحاول ركوب التريند عبر استخدام صورة “زويل”! والحق إن “كزبرة” معروف ومشهور، لكن الست هانم اخت زويل لا مشهورة ولا معروفة، اتعرفت على حس أغنية كزبرة! فهي اللي استغلت الأغنية وركبت التريند، وركبت معاه عار تقييد حرية التعبير أيا كان.

انتهى زمن الخطوط الحمراء، إذا كانت الأنبياء ليست خطوطا حمراء وترسم بالكراكترات المشينة! والقرآن حرق في السويد، والمومسات في أفلام العري يصورن عهرهن وفي أجيادهن الصلبان!

فيجيي قرار سيادة النقيب، بإحالة “كزبرة” إلى التحقيق، ليصب في مصلحة الانغلاق والاستبداد الفكريين، اللي نتيجتهم الطبيعية مزيدا من الظلام المؤدي للتطرف والإرهاب. في ذات نفس الوقت اللي الدولة عمالة تنادي بمحاربة الفكر المتطرف وتجديد الخطاب الديني!

سيادة نقيب المهن الموسيقية، وأخت “زويل”، في نفس سلة المتطرفين. الاتنين تين. صنف منهم شوكي، والتاني برشومي.

* روائي مصري

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *