نوعية من النساء أوشكت على الانقراض!!
حواء الجدعة تجدها في أكثر من مجال ، لكن هناك نوعية من النساء الجدعان أوشكن على الانقراض !
ومن حسن حظي أنني عاصرت تلك النوعية ، ولكل واحدة منهن كل التقدير والاحترام.
واشرح ما أعنيه قائلا أنني أقصد تحديداً زوجات لرجال كانوا ملء السمع والبصر في مجتمعنا ، وحرصن دوماً الابتعاد عن الأضواء ، فالناس لا تعرف عنهن الشيئ الكثير وهم يحرصن على ذلك وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب لأن الرجل الشهير السبب الأول في نجاحه هي شريكة عمره قبل مواهبه وعبقريته الشخصية !!
وأذكر لك أمثلة لتلك النوعية من النساء ، وكل واحدة منها توزن بالذهب قبل ذكر السبب الأساسي الذي جعلني أؤكد أن تلك النوعية أوشكت على الانقراض.
وأبدأ بالطبع بذكر ست الحبايب أمي ..
لم تدل بحديث واحد في حياتها ولا أحد يعرفها غير المقربين منها والذين يتعاملون معها .. وكان أبي رحمه الله يعتمد عليها تماماً في تربية أولاده وكل ما يتعلق بشئون منزله ، بل ووصل الأمر إلى أنها مسئولة عن احتياجاته الشخصية ، فهي التي تقوم بتحضير ملابسه وإعداد طعامه ، ويعطيها كل فلوسه لتنفق منها كما ترى من فرط ثقته بها.
ويصفها دوما بأنها رئيسة مجلس إدارة المنزل وله كلمة حلوة في هذا المقام حيث يقول: “لولا لولا ما نجح سانو” ..
أرجو من حضرتك أن تتأملها .. وكان يناديها دوماً باسم “لولا” بدلا من إسمها الحقيقي”لواحظ” .
وقد عرف بين أصدقائه والمقربين منه باسم “سانو” .. وفي بيتنا لم نسمع كلمة “إحسان” إلا نادراً.
والكاتب الصحفى ذائع الصيت “محمد حسنين هيكل” رحمه الله له زوجة توزن بالذهب إسمها “هدايت تيمور” .. أطال الله في عمرها ، والرأي العام لا يعرفها مع أن دورها بالغ الأهمية في حياته وحياة أبناءه .. وأظن أنه قد كتب لها خطاب مؤثر جدا قبل أن يغادر الدنيا كان لها أعترافا منه بفضلها.
ومؤسس أسرة “ساويرس” من أبرز العائلات في مصر دور زوجته السيدة “يسرية لوزة” كبير جدا ، كانت بجانب زوجها في السراء والضراء ، وتولت تربية أولاده في ظروف بالغة الصعوبة عندما أضطر إلى الهجرة من مصر بعد تأميم شركته.
وكنت قد أجريت مع “أنسي ساويرس” رحمه الله حوارا مطولاً قبل وفاته ، وتحدث باستفاضة عنها وفضلها عليه وقال عن ارتباطه بها أنه أعظم إنجاز حققه في حياته وأجمل صفقة.
وأسألك ماذا تعرف عن زوجة الفنان الشهير “عادل إمام” السيدة “هالة الشلقاني” المعلومات عنها قليلة جدا وهي حريصة على ذلك ، ودورها في حياته وحياة الأبناء الثلاث كبيرة .. ويكفي أن يكون شريك العمر قد حقق هذا النجاح الكبير حتى تعتبر نفسها ناجحة.
وهنا نأت إلى مربط الفرس ومن فضلك أديني عقلك .. الطبيعي أن كل واحدة من بنات حواء عايزة تحقق ذاتها وتثبت شخصيتها وتؤكد تفوقها ونجاحها في حياتها ، مثلها مثل شريك عمرها بالضبط ، لكن الذي يدخل في دنيا العجائب ويعتبر استثناء تلك النوعية من النساء التي ترى أن نجاحها يتمثل في نجاح زوجها ، فهي ظله .. وكل ما تريده أن تخدم شريك عمرها من منطلق الحب وليس بعقلية سي السيد وتوفر له كل سبل الراحة حتى ينطلق في طريق النجاح .. فهي تريد إثبات ذاتها بنجاح شريك عمرها ، وليس بنجاح تحققه بعيداً عنه !!
ولذلك قلت لحضرتك: هذه النوعية أوشكت على الانقراض .. لأن الدنيا تغيرت عن زمان ، بل ويرى البعض أن مفيش راجل يستاهل كل هذه التضحية بحيث تفني المرأة عمرها فيه .. عجائب !!.
بقلم/ محمد عبدالقدوس
كاتب صحفي
Average Rating