الألفاظ الخارجة في الدراما المصرية من “فاتن حمامة” الى “محمد رمضان”
كتبت_ ملك حامد
منذ عبارة “يا بن الحيوان الوفي” تلك التي أطلقتها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في فيلم “الخيط الرفيع” وبعدها بسنوات انفرط عقد الشتائم المقذعة والالفاظ الخارجة التي غزت السينما، ثم انتقلت بعدها إلى الشاشة الصغيرة وقبلها المسرح وافلام محمد رمضان وغيره خير شاهد وكذلك مسرح مصر لصاحبه أشرف عبد الباقى
بعض النقاد ليسوا ضد الشتيمة في الأفلام اذا موظفة درامياً، وجاءت علي لسان شخصية من الطبيعي أن تقولها، لكنهم ضد إعادة الكلمة أكثر من مرة في الفيلم الواحد لأنها في النهاية تسيء إلي مستوي العمل ويكتفي بقولها لمرة واحدة
الناقدة ماجدة موريس أكدت أن كل شخصية من المفترض أن تعبر عن واقعها بلغتها هي وليس بلغة المؤلف أو المخرج، فكلام الفتاة التي تعمل بائعة غير الأستاذة الجامعية، وللمؤلف هامش كبير عند اختيار الألفاظ التي تناسب كل شخصية، لكنه يضطر أحياناً الي استخدام بعض الألفاظ الجارحة للتذكير بالوضعية الاجتماعية للشخصية، لكن ذلك لا يعني أن المؤلف أخذ رخصة لتقديم كل ما هو في الشارع لأن السينما لا تقدم الحياة كما هي، فمن غير المعقول أن يأخذ المؤلف من الشارع ويضع علي الشاشة.
وقالت إن “الشتيمة” لابد أن توظف بشكل لا يخدش الحياء اي تأتي في موضعها الصحيح ولا يشعر المشاهد بأنها مقحمة بلا فائدة وألا يبالغ المؤلف في استخدامها، مشيرة الي ان درجة استقبال المتلقي لهذه الكلمات تختلف وفقاً لثقافته، فالبعض يفهم من الشتيمة في الفيلم أن المخرج يريد استعراض مدي فهمه لكل ما يقوله الناس في الشارع أو يظهر أنه متحرر، والبعض يفهمها بمعناها الصحيح.
بينما الناقدة خيرية البشلاوي ترى أن السينما الواقعية لا تعني تقديم الواقع بالخشونة والعدوانية والمطبات الاجتماعية نفسها، لأن ذلك يرجع لذوق المخرج والسيناريست، فالسينما نشاط مجتمعي يعكس كل ما في المجتمع بما فيها انفلات اللسان.
وأكدت أن “الشتيمة” والألفاظ الخارجة في الأفلام لها وجهان: غزل لشباك التذاكر وللجمهور لإشعاره بأن السينما تتحدث بلغته، مع أن المفروض في السينما أنها تجمل الواقع دون أن تزيفه، أي تعبر عنه بالايحاء لأن مشكلتنا أننا نقدم الواقع بـ”عبله”.. فالسينما الواقعية.. «مش إني أعمل كده».. وإلا سنتجاوز الشتيمة اللفظية إلي استخدام حركات الأصابع باعتبارها لغة عشوائيات.
الكاتب ناصر عبد الرحمن يعتبر فيلميه “هي فوضي” و”حين ميسرة” أول فيلمين واقعيين بعد الواقعية الجديدة التي قدمها محمد خان وخيري بشارة وعاطف الطيب مؤكداً ان الحوار السينمائي لابد أن يكون صادقاً وواقعياً ودرامياً في الوقت نفسه، أي يكون بلغة الناس الذين يتحدث عنهم.
ويرى أن من يشاهد فيلم حين ميسرة لن يشعر بالتقزز فهو فيلم سينمائي ممتع،
«يا ولاد الكلب» عبارة أطلقها نور الشريف في نهاية فيلم (سواق الأتوبيس) علي لصوص انفتاح السادات، ليفرغ بها شحنة الغضب والغيظ، وتقبل الجمهور هذه الجملة وصفق لها في صالات العرض، ربما لأنها قالت ما لم يستطع قوله وقتها في وجه الإنفتاح وأصحابه.
الدكتور محمود خليل، أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة قال إن الشتيمة جزء من الثقافة اليومية للبشر، فالإنسان بطبيعته شتّام وسبّاب، ويستخدم الألفاظ الجارحة عندما يشعر بالقهر، وينطبق ذلك علي كل الطبقات سواء أغنياء أو فقراء فكل طبقة لها قاموسها في الشتائم.
ولا نستطيع أن نقول إن الدراما تقوم بتغيير السلوك أو تغيير الأخلاق بشكل مباشر على النحو المطلق، ولكن خطورتها أنها تعطي صورة قابلة للمحاكاة في الواقع ، حيث يتأثر بها الأطفال الذين يميلون إلى التقليد ، خاصة عندما يكون البطل محبوباً، فيقلدون سلوكه ، وطريقة كلامه، ويرددون ألفاظه.
ومسلسلات العنف لها تأثير سلبي خطر على المراهقين الأكثر تأثراً بتلك النماذج السلبية، خاصة عندما لا يجدون قيماً إيجابية مناهضة لمنظومة القيم السلبية التي تفرضها عليهم الدراما العنيفة، التي تهدم ما تبنيه الأسرة والمدرسة.
لا أحد يستطيع أن ينكر أن تلك الأعمال يغلب عليها الطابع التجاري ، ويهدف منها الفنان إلى الشهرة والمال ، وقد يكون بداخله عنف ويقدم تلك الأدوار دون حساب للقيمة والرسالة ، معتمداً مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.
Average Rating