ماذا يتبقي لخريجي كليتي الآداب و الحقوق؟!

Read Time:1 Minute, 22 Second

إذا نظرت إلى تاريخ مصر الحديث فإنك تجد معظم الكتاب والمفكرين قد تخرجوا من الآداب أمثال طه حسين ونجيب محفوظ وذكي نجيب محمود و محمد أحمد خلف الله ونصر حامد أبو زيد وجابر عصفور وأعلام لاعد لهم ولا حصر فكلية الآداب هي أرض الوعى وعلومه ..

فهذه الكلية هي الأصل المؤسس لقوة مصر الحريرية، أما الحقوق فهى كلية رجال الدولة والسياسيين وفقهاء القانون فرجال الدولة فى مصر الحديثة تخرجوا من كلية الحقوق أو مدرسة القانون كما كانت تسمى ، فالقانون كتشريع هو المعبر عن الصورة الأعلى للثقافة فى مجالات الاجتماع والسياسة والفلسفة ..

لم يتبق من تلك الكليتين أى تأثير حقيقى فى حياتنا..ففى الآداب تحول التعليم من من الواقعى إلى الافتراضى ، والامتحان من المقالى إلى الديجتال، ولم يصبح خريجي الآداب يملك القدرة على كتابة موضوع تعبير فضلا عن مقالة..وتم تخريب الواقع التعليمي لهذه الكلية .

وهو ما انعكس بالسلب على غياب الابداع فى ثقافة مصر التى كانت تتباهي بها..وانعكس أيضا على تردى المنتج الإبداعي فى مختلف الفنون والآداب..أما الحقوق فحدث ولاحرج بضع الالاف فى المدرج يكرهون الكلية ولايعرفون قيمة هذه العلوم ولاتأثيرها، ولا أن علوم القانون هو الصورة الأعلى لحركة المجتمع والثقافة .

تردى التعليم فى كليات الحقوق وهو ما انعكس بدوره على مستوى المحاماة والقضاء ..كما أن هذه الكلية العظيمة لم تقف عند حدود تلك الوظائف فمن أرض الحقوق تخرج قطاع من المفكرين المصريين العظماء، ومن أرض الحقوق كان يكتب رجال دين وفقهاء أمثال محمد أبوزهرة ، والذين يتحدثون عن عدم جدوى التعليم فى هذه الكليات يجهلون حقيقة وتاريخ مصر الحديثة..

فروح الشعوب ووعيها يتشكل فى هاتين المؤسستين..والاهتمام بهما هو اهتمام بروح مصر وثقافتها..فالأعمدة والعمران تصنعه العلوم التطبيقية الأساسية..أما الروح والعقل والوعى تصنعه علوم الإنسان والقانون.

بقلم/ د. احمد سالم 

جامعة طنطا

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *