ثقافة الصحراء فى مؤتمر علمى دولى بالمملكة المغربية
كتب / محمد جمال الدين
نظمت المنظمة الدولية لحماية التراث بمدرج الشريف الإدريسي بالرباط مؤتمرا دوليا علميا كبيرا بعنوان “ثقافة الصحراء: جمالية وعمق إنساني” وذلك بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط وبشراكة مع مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم وبيت الشعر بالمغرب ووزارة الثقافة، وقد عرف هذا المؤتمر مشاركة 77 مشاركا من كل أنحاء العالم من ضمنهم 23 مشاركا من خارج المغرب، كما حضر ممثلو المنظمة بالدول الآتية: مصر، تونس، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، سلطنة عمان موريتانيا.
كان د. محمد جودات قد اقترح مؤتمرا في الصحراء المغربية ولقي ترحيب عدد كبير من الدول لذا تجند عدد من الباحثين وأصدروا كتابا في الموضوع، وقد انطلقت أشغال المؤتمر الدولي حول “ثقافة الصحراء: جمالية وعمق إنساني” الذي تنظمه كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط والمنظمة الدولية لحماية التراث بشراكة مع مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم وبيت الشعر بالمغرب ووزارة الثقافة ومجلة الميزان بجلسة افتتاحية من تسيير دة. زهور كرام عضو بالمنظمة الدولية لحماية التراث ومديرة المركز الدولي للدراسات التراثية والرقمنة وبحضور السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط د. جمال الدين الهاني الذي رحب في كلمته المقتضبة بكل المشاركين في المؤتمر الدولي من داخل المغرب وخارجه من تونس ومصر والبحرين وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والسنغال والسعودية وفلسطين وموريتانيا وهولندا وايطاليا مثمنا المجهود الذي بذلته اللجنة التنظيمية من أجل إخراج هذا المؤتمر إلى حيز الوجود والسهر على إنجاح أشغاله، مضيفا أن المؤتمر ينظم في سياق التعريف بثقافة الصحراء وما تحمله هذه الثقافة من دلالات رمزية تربط الجسور بين الماضي والحاضر وتستشرف آفاق المستقبل وترسخ الهوية الثقافية، وهذا ينسجم مع أهداف المنظمة الدولية لحماية التراث التي تسعى للحفاظ على التراث الذي لا سبيل للانفكاك عنه لأنه محيط بنا من كل جانب آخذ بمداركنا ووجودنا. كما بين في كلمته دور الدبلوماسية الثقافية في إبراز المشترك الإنساني بين الأمم والشعوب وتقبل الاختلاف والتعدد وأهمية تفعيل أدواتها وأساليبها في صيانة التراث الثقافي وحماية وتوثيق التراث الإنساني اللامادي الذي يشكل الهوية الإنسانية بكل أبعادها وتجلياتها. وتشكل الصحراء القاسم المشترك بين الدول والشعوب بما تحمله الثقافة الصحراوية من عادات وتقاليد ورقص وحكاية شعبية…لافتا الانتباه إلى أن دستور المملكة المغربية 2011 كرس مفاهيم التعددية الثقافية للمملكة ومن بينها الهوية الصحراوية. وأشارت السيدة ايجو الشيخ موسى نائبة العميد المكلفة بالبحث العلمي في كلمتها إلى أهمية تنظيم هذا المؤتمر من قبل المنظمة الدولية لحماية التراث وجامعة محمد الخامس بالرباط وبشراكة مع مؤسسات أخرى وعلاقة الإنسان بالصحراء التي اتخذت صورا وأشكالا متعددة، فالمؤتمر يروم الكشف عن هذه العلاقات وقيم الثقافة الصحراوية. وأكد د.محمد السيدي مدير المركز الدولي لحماية التراث في مداخلته اعتناء العديد من الأطاريح والأبحاث الجامعية بقضية الصحراء لأن الكلية تحتضن مركزا للدراسات الصحراوية. موضحا في كلمته مفهوم الثقافة التي يقصد بها مجموع تجارب مجتمع من المجتمعات، فالإنسان متعدد الهوية من حيت الثقافة واللغة مشيرا إلى أن المؤتمر بداية ومنطلق لتنظيم المؤتمر الثاني نهاية دجنبر 2023 بمدينة الداخلة مؤكدا أهمية الثقافة الصحراوية وأن الصحراء هي مغربية في مغربها وأن المغرب في صحرائه. وأشار السيد مراد القادري رئيس بيت الشعر في المغرب إلى تنوع مواضيع الملتقى مما يجعله جديرا بالمتابعة. فالمداخلات تسلط الضوء على ثقافة الصحراء التي اكتسبت بعدا وجوديا يتم تقريبه عبر فعل الكتابة وتغتني بموروث محلي وعادات وتقاليد اجتماعية وامتلاكها لمدخراتها الثقافية في مجال الفنون والموسيقى والطبخ… فالصحراء وفرت المسالك لعبور الثقافات والحضارات وتيسير السبل للتواصل والحوار والعيش المشترك. فهذه الجلسات على حد تعبير المتحدث تستهدف استكناه أغوار الفضاء الصحراوي وينبعث منها أريج البيئة الصحراوية. وقد تخلل هذه الكلمات الافتتاحية عرض شريط فيديو للسيد علي عبد الله خليفة من البحرين رئيس المنظمة الدولية للفن الشعبي والعضو باليونيسكو الذي بين أن ثقافة الصحراء بما فيها من جمالية وعمق إنساني جديرة بأن ينظم لها هذا المؤتمر الدولي، شاكرا الهيئة العلمية والتنظيمية الجهود المبذولة لإنجاح المؤتمر.
وعبر مهندس ومبدع هذا المؤتمر د محمد جودات رئيس المنظمة الدولية لحماية التراث ومدير المؤتمر عن تقديره لكل من آمن بهذا المشروع الكبير؛ مشروع المنظمة الدولية لحماية التراث ومنهم الأستاذ الدكتور محمد التاقي والدكتور محمد السيدي والأستاذة زهور كرام وكلهم مدراء المراكز البحثية وأعضاء اللجنة العلمية للمنظمة الذين ساهموا في إنجاح المؤتمر الدولي شاكرا باقي الفاعلين والشركاء المتدخلين في فعاليات هذا المؤتمر من بيت الشعر بالمغرب وزارة الثقافة ومجلة الميزان ومؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم. فمشروع المنظمة الدولية لحماية التراث مشروع كوني وقد كان منذ بدايته مشروعا كبيرا وناجحا، فالأبعاد الثقافية والدبلوماسية الثقافية لها حضور أقوى من الحضور السياسي، لذا فالسيد العميد المحترم يدرك أن الأبعاد الثقافية والأبعاد العلمية والأكاديمية لها وقع أكبر أحيانا من الأبحاث الأخرى وجامعة محمد الخامس كانت دائما مؤسسة للفكر مشيرا في كلمته إلى أن المؤتمر يضم 77 مشاركا و23 مشاركا من خارج المغرب. فهذا المشروع الذي آمنت به الجامعة له أهميته القصوى لأنها منفتحة على هذا البعد الثقافي والدبلوماسي والمغرب كان مشتغلا على هذه الأبعاد المرتبطة بالهوية الثقافية للمغرب والهوية المنفتحة على جميع الثقافات. مؤكدا على دور المنظمات الدولية في حماية الموروث الثقافي وبناء ثقافة أكاديمية مبنية على انتروبولجيا تخاطب أعماقنا الثقافية وتقريب وجهات النظر الثقافية ودور الجامعة في الانخراط الايجابي والفاعل في مثل هذه الملتقيات العلمية الرائدة والطموحة التي تضم باحثين من تخصصات مختلفة مما يشكل نوع من الثراء الفكري والغنى الثقافي مشددا على دور الدراسات الجامعية من أجل تفكيك موضوعي للقضايا ذات البعد الثقافي الصحراوي.
Average Rating