بين “فتنتين وجمالين وإغراءين”
١ – الأيام القليلة الماضية ، وقعت بين فتنتين وجمالين وإغراءين ، إغراء الليل بسحره وغموضه وجلاله ، وإغراء الصباح بمزيكته ونوره وبهجة روحه . اسلم نفسي لغواية الليل واستسلم له واطلق الساقين مع النسيم وأطلق الخيال مع اللغز الأزلي الأبدي ، لغز هذا الوجود المسافر أبد الدهر ، فتنقضي الساعات ، ويفوت موعد النوم ، وأود لو سهرت حتى الصباح .
٢ – لكن اليومين الأخيرين ، رجعت للنوم المبكر ، ومن ثم الصحو مع صوت المؤذن يكبر لصلاة الفجر ، وألقى من جديد وجه الصباح المؤنس الحبيب ، ملامح وجهه كلها فرح غامر ، ربنا أكرمني ومشيت قيمة أربعة كيلو ، في درجة حرارة ٢٤ ، يعني في تكييف إلهي رباني حنون على الأعصاب ، الكون كله عبارة عن وجبة مًشبعة من راحة نفسية لذيذة .
٣ – ثم قابلني ثلاث كلاب يبحثون عن الذات أو يفرون من مجهول أو يتيهون في الأرض على غير هدف ولا هدى ، يمشون في طابور ، يتقدمهم كلب ضخم مًسن واضح عليه كر السنين وعلى وجهه ندوب الزمن ، ثم الأوسط منهم يتهادى في مشيه كأنه مأسور في حالة خليط من اليأس والحكمة أو من العجز والرضا ، الكلب الثالث ضئيل الجسم مع قدر من الرشاقة ، لفت نظره عصا من جريد النخيل ، توهم أنها عضمة ، تأخر عن زميليه ، وحاول معها ، شمها كام شمة ، ثم عضعض فيها كام عضة ، ثم أدرك الحقيقة المرة ، ثم ألقى بها من فمه ، ثم أرسل النظرات يبحث عن رفقاء الدرب ، وقد بدأ الخيط الأبيض يتبين من الخيط الأسود بعد الفجر ، وقد أدرك أن الخشبة عمرها ما تكون عضمة حتى لو تشابهت معها وقت الضلمة .
بقلم/ انور الهواري
كاتب صحفي
مرتبط
More Stories
الإجرام الصهيوني في سورية يؤكد جوهر الصراع !!
لقد شهدت سورية العربية خلال الأسبوع الماضي (المزيد…)
بين الانتقادات والممكن: هل تتجاهل الثورة السورية مواجهة إسرائيل؟
د. أروى محمد الشاعر تكتب: (المزيد…)
القوة الفاعلة في صناعة القرار السياسي والعلاقات الدولية “رؤية أنثروبولوجية”
د. مها أسعد تكتب (المزيد…)
Average Rating