صكوك الأوقاف هل أدت دورها؟!

Read Time:2 Minute, 5 Second

بدأت وزاره الأوقاف في بيع وترويج صكوك الأضاحي بداية من عام ٢٠١٥ تقريبا، كانت تجربة ناجحة وفريدة عشت سنواتها الأولي مقتنعا بالفكرة وعلي وتيرة نشاط الجمعيات الأهلية .

كنت أري أن المنافسة في أعمال الخير من الأمور المحمودو ، وكتبت في جريدة الجمهورية مقالي ( صكوك الأوقاف لماذا ) مشيدا بالفكرة التي كانت حلما بعيد المنال وتحقق فعلا ، وكم كانت سعادتي عندما نستقبل لحوم الأضاحي المبردة علي دفعات أسبوعية لتوزيعها بمعرفة من قاموا ببيع الصكوك وطبقا لنسبة مبيعات كل منطقة .

وكان النشاط ملحوظا وبوتيرة متسارعة في عدد من المراكز أذكر منها مركز كفر الشيخ وبلطيم ودسوق وبيلا والحامول ، وكنت أري السعادة في وجوه الناس البسطاء عند التوزيع ، وكنت ومعي فريق متميز حريصون على الاغداق علي جمعيات مرضي الكبد والكلي ومؤسسات الأحداث في بيلا وكفر الشيخ ودسوق باعتبارهم من أصحاب الحاجات وهم أولي بالرعاية ، ولاأنسي عندما ذهبت برفقة المحافظ الأسبق اللواء  سيد نصر صبيحة عيد الفطر لزياره بيت الأيتام بالمدينه وقد أسعده وجود كميات لحم كثيرة في الثلاجات وعندما سأل المشرفين قالوا له انها لحوم الأضاحي من الأوقاف .

وهكذا سارت الأمور وانخرط الأئمة مع دعوات أهل الخير للمشاركة في المشروع باعتباره عمل نبيل ومشاركة مجتمعية، مما ساعد في ازدياد نصيب المحافظة وقد وصل متوسط الأعوام بالطن الي ( ٢٥) أو يزيد ، وقد كنا ممن بادروا بمنع التصوير عند التوزيع محافظة علي كرامة الناس ثم وجهت الوزارة بعد ذلك بالحفاظ علي كرامة الفقراء ..

وامتلكت المديرية عن طريق الادارات قاعدة بيانات متكاملة ودقيقة للفقراء والمساكين والمستورين للوصول الي المستحقين فعلا ، ولكن حدث مالم يكن متوقعا فقد تم توجيه اللحوم بعد ذلك الي وزاره التضامن الاجتماعي للتوزيع بمعرفتها، مع اقتصار دور مندوب الأوقاف في كل محافظه علي التصوير فقط!

وقد أدي ذلك الي انصراف أهل الخير عن شراء صكوك الأوقاف وتوجيه أموالهم الي الجمعيات الأهلية الأخري كالجمعيات الشرعية ورسالة والأورمان.. الخ

وقد يقول قائل اذن لماذا تزايدت مبيعات الأوقاف طبقا للمبالغ المعلن عنها علي صفحة الوزارة ، وأقول وأمري الي الله فلتسألوا أئمة المساجد والعمال الغلابة من أين لكم بهذه الأموال حصيلة بيع الصكوك !! اضافة الي مساهمات التضامن الاجتماعي وبعض البنوك وهذا شئ معلن وليس بخاف علي أحد .

وفي تقديري أنه في ظل معطيات الصكوك وابعاد أئمة المساجد عن توزيعها باعتبارها نشاط اجتماعي هو من صميم عملهم وحتي لايكونوا في معزل عن المحيط الذي يعيشون فيه وارتقاء بدورهم

وحفاظا علي ماء وجوههم من الاحراج أري أن يقتصر دور الاوقاف علي حث الناس علي التبرع والانفاق دون الامساك بالدفاتر

وأعتقد أن العالم الجليل الدكتور أسامة الأزهري سوف يضع جميع الملفات نصب عينيه للدراسة والفحص فهو باحث ومنها بيع الصكوك بمعرفة أئمة المساجد من عدمه ..

والله أسأل أن يوفقه الي مافيه الخير للبلاد والعباد .

بقلم الشيخ / سعد الفقي

كاتب وباحث

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *