عبد الناصر الذي اعرفه!!
عبد الناصر كما عرفناه هو رب أسرة بدرجة مواطن مصري بسيط كان يطلع أولاده على راتبه الشهري وكانت قولته تذكروا إننا نعيش في بيت رئيس مؤقت وهو نفسه من انصرف عن الدنيا بزخارفها فلم يفكر يوما في شراء بيت أو امتلاك منزل أو حتى شقة متواضعة .
عبد الناصر هو من كان حريصا اشد الحرص على صلاته مهما كانت الظروف وفى أحدى زياراته للاتحاد السوفيتي اقترب موعد صلاة الجمعة خلال مباحثاته مع القادة السوفيت فطلب منهم إيقاف المباحثات والاستعداد للصلاة وذهب ليؤديها مع الوفد المصري المرافق، ويحكى الشيخ احمد حسن الباقورى شيخنا جميعا كيف كان عبد الناصر مسلما متدينا شديد الأيمان إلى حد انه في زيارة لباندونج العاصمة الاندونيسية حرص على إن يظل صائما طوال شهر رمضان رغم إن الطريق إليها كان طويلا فقد بدأه بزيارة لباكستان والهند وبورما يومها رفض الرجل الرخصة الشرعية التى تخول له حق الإفطار والتي استخدمها الباقورى نفسه فافطر .
عبد الناصر هو من حرص على غرس قيم الدين ومبادئه في النفوس وكانت خطواته التطبيقية فحول مادة الدين ولأول مرة في مصر إلى مادة للنجاح والرسوب وجعلها اجبارية وقرر تعميمها في مختلف مراحل التعليم وكانت تدرس من قبل لا يمتحن فيها الطلاب .
عبد الناصر هو من انشأ محطة القران الكريم ليذاع عبر برامجها علوم الإسلام ، وسجل لأول مرة المصحف المرتل بأصوات كبار المقرئين حفظه مسموعا بعد إن حفظه سيدنا عثمان بن عفان مقروئا .
عبد الناصر هو من انشأ المؤتمر الاسلامى والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ليؤدى دوره في خدمة الإسلام على المستويين الداخلي والخارجي وكان ومازال دوره في حفظ التراث الاسلامى ونشره للفكر الاسلامى بعيدا عن الغلو أو التفريط .
عبد الناصر هو من ارتفعت في عهده إعداد المساجد الرسمية والأهلية من 11 ألفا إلى 21 ألفا والمعنى انه وحده من حافظ على الدين وشعائره .
عبد الناصر هو من رأى أهمية تعليم المسلمين في أفريقيا وربما كان ذلك احد أسباب تطوير الأزهر الشريف وتوسيع دائرة دراسته لتمتد إلى العلوم التجريبية
عبد الناصر هو وحده من أقام الكثير من المساجد في أفريقيا كما انشأ المراكز الإسلامية التى تجمع المسجد مع المدرسة علاوة على تقديمها العلاج المجاني وفى عهده وجهت مصر لإفريقيا إذاعة القران الكريم على موجة قصيرة .
عبد الناصر هو من منح المسلمين في شتى بقاع الأرض المنح الدراسية وبلا حدود ، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فتحت مصر الباب على مصراعيه إمام الاريتريين منذ عام 1955 وقرر يومها إلا يرد طالب علم جاء من هناك وأعطى تعليماته المباشرة لأجهزة الأمن إلا يمنع ارتيرى من دخول الاراضى المصرية وكانوا يأتون إلى مصر مشيا على الإقدام وذلك نتيجةالإضطهاد الذي كانوا يلاقونه إثناء حكم الإمبراطور هيلاسلاسي ، حتى انه طلب من ناصر في أحدى زياراته إن تقدم المنح ألمخصصه في الأزهر عن طريق الحكومة الإثيوبية ولكن عبدا لناصر رفض وكانت حجته انه لا يستطيع التدخل في شئون الأزهر .
عبد الناصر هو من رأى ضرورة فتح أبواب العلم إمام المسلمين خاصة في المناطق التى حرموا منها من فرص العلم لمجرد أنهم مسلمون وكان يستشعر إن المسؤليه الملقاة على عاتقه كبيرة ولا تضاهى لا سيما انه رئيس اكبر دولة إسلامية في المنطقة .
عبد الناصر هو من حرص على توحيد صفوف الأمة الإسلامية وسد الثغرات التى يحاول الآخرون إثارتها إشعالا للفتنة وقد دعا عام1962 إلى مؤتمر علماء المسلمين ولأول مرة في مصر يجتمع علماء المذاهب الثمانية الحنفية والمالكية والحنابلة والشافعية والأمامية الاثني عشرية من إيران والزيدية من اليمن والاباضية من عمان والظاهرية من الجزائر وكانت رؤيته يرحمه الله هي إن تقدم الأمة مرهون بان تعيد قراءة تاريخها وتوحيد صفوفها وكانت الثمرة موسوعة ناصر للفقه الاسلامى.
عبد الناصر هو من كتب مقالا بعنوان الإسلام هو الحل،،، وقد تصدر العدد (5) من سلسلة اخترنا لك
( العدالة الاجتماعية وحقوق الفرد والذي صدرا ول يونيه 1945)
وقد طبع ووزع بمعرفة دار المعارف، وقد بدأ مقاله مشكلة الفرد والمجتمع، فالفردية في نظره تخلق الأنانية وحب ألذات والقسوة وهذا ما يتسم به إنسان الغابة الذي يحتاج الغذاء والأمان والمأوى، إما إنسان المجتمع فهو عضو في شركة تنظيم من المواطنين واستطرد الرجل إن مشكلة الفرد والجماعة والتي حيرت المفكرين والفلاسفة وجدت الحل الصحيح في بلادنا العربية والإسلامية منذ ألف وثلاثمائة عام فقد نزل القران على محمد بن عبد الله يدعو إلى الإخوة الإنسانية ويشدد على إرسال قواعد العدالة الاجتماعية على أساس من التراحم والتكافل الاخوى والإيثار على النفس بغير طغيان على حرية الفرد ولااذلال له ولا إنكار لذاته(إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي )
بقلم الشيخ / سعد الفقي
كاتب وباحث
Average Rating