رامي الشاعر في كتاب “من ضدنا ” : أنا فلسطيني الهوية .

Read Time:2 Minute, 10 Second

تحت عنوان “من ضدنا؟”، صدر  مؤخراً كتاب جديد المحلل السياسي والكاتب الفلسطيني رامي الشاعر باللغة الروسية والذي يضع فيه عصارة خبرته في السياسة والدبلوماسية والعلوم العسكرية والحياة بصفة عامة.

ويقول الشاعر ولدت في فلسطين، وبذا فأنا فلسطيني الهوية، لكنني روسي الهوى، أعشق هذا البلد وهذا الشعب، بعد أن عشت معهم وبهم عقوداً طويلة، فنهلت من العلوم والمعارف في أرقى المؤسسات العلمية والأكاديمية، ثم عملت سنوات طويلة في السلك الدبلوماسي، لينتهي بي الأمر كاتباً ومحللاً سياسياً، أشارك ما أراه حولي من قضايا السياسة الخارجية الروسية، لا سيما الرؤية الروسية لمجريات الأحداث الدولية الراهنة، والتي يحاول الغرب، قدر استطاعته، أن يمحوها من الوجود، ليفرض سرديته المضللة.

رامي الشاعر

ويضيف الشاعر في الكتاب أن روسيا اليوم تقف مجدداً أمام الغرب بأسره تقريباً، بينما يحمل سياسيوهم على أكتافهم مرة أخرى نفس الأهداف التي حملها من قبلهم هتلر ونابليون وغيرهما من المغامرين الغربيين: “هزيمة روسيا استراتيجياً”، يقولونها علانيةً وصراحةً جهاراً نهاراً، بغرض السيطرة عليها وعلى مواردها وعلى شعوبها. يرومون تدمير سيادتها ووحدة أراضيها واستقلال إرادتها السياسية، ومحو هويتها الإنسانية والثقافية.

ويؤكد خلال الكتاب لهذا أصبحت العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، والتي تعكس صراعاً طويلاً بين الغرب وروسيا، ظل خفياً لعقود، ووصل إلى منتهاه الساخن مؤخراً، مركز اهتمام العالم، وعادت روسيا مجدداً، شأنها في ذلك شأن الاتحاد السوفيتي وروسيا القيصرية من قبله، لتغير من مصير هذا العالم، وتحوّل مجرى التاريخ البشري، كما فعلت ذلك من قبل.

لماذا؟

ويجب الكتاب لأن روسيا، وكما كان الاتحاد السوفيتي قبلها، لا تدافع عن هويتها الإنسانية والثقافية، أو عن وحدة أراضيها، أو عن استقلال إرادتها السياسية في عالم شرس يهيمن عليه الغرب فحسب، وإنما تدافع عن حرية الشعوب والدول ذات السيادة في اختيار طريقها المنشود دون إملاءات، ودون ضغوط، ودون شروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرهما من المؤسسات الدولية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة الأمريكية وتابعوها من الدول الغربية.

ويشير الكاتب إلي أن روسيا اليوم، ومعها الصين والهند، ودول تمثل في مجملها أغلبية سكان العالم، وفي إطار عدد من المنظمات التي تتوسع بنشاط أمام أعيننا، على غرار “بريكس” و”شنغهاي” و”الاتحاد الاقتصادي الأوراسي”، تؤكد على رغبة ليس فقط “الجنوب العالمي”، وإنما أيضاً تجمعات وتكتلات داخل دول الغرب نفسها، في الانعتاق التاريخي للعالم من ضيق الهيمنة والأحادية القطبية إلى اتساع التعددية القطبية حيث تسود العدالة والمساواة، وحيث تعود الدول مرة أخرى إلى ميثاق الأمم المتحدة، الذي يساوي بين سيادة الدول.

ويستطرد الكاتب وروسيا، الدولة العظمى، ذات الموارد، والقدرة، والقوة النووية، وشعبها العظيم صاحب الحضارة، والمؤثر بفعالية عبر العصور في التاريخ البشري، لا يمكنها أن تخسر هذا الصراع، لأنها تقف إلى جانب الحق والعدالة وتقرير المصير وتحرير الشعوب من استغلال الاستعمار الجديد، وأيديولوجية النازية الجديدة، التي عادت لتطل علينا من جديد في وسط أوروبا.

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *