خد أجازه من الفيسبوك!!

مايو 1, 2023

Read Time:1 Minute, 12 Second

نشعر بأسى حينما ينصحنا أحدنا بعبارة “خد أجازة من الفيسبوك”. النصيحة مهمة جدا، وهي تشبه وصول الإنسان إلى طريق مسدود مع شريك حياة، أو زميل في العمل.

ولأنني ممن جربوا أجازات عديدة على الفيسبوك – وعدت للتو من واحدة مؤخرا- فأود ان اقول إن لها فوائد صحية عديدة.

أولها أنك تصبح أقل تعصبا، وأقل اهتماما، ولو كنت تكتب في الشأن العام والسياسة ومشاكل المجتمع فإنك تعود أفضل بكثير لأنك تسترد حقيقة بدهية وهي ان العالم الواقعي رغم كل ما فيه من خداع هو أقل زيفا من الفيسبوك.

وأسوأ ما يحزنني ان أعرف أن أحدنا فقد وظيفته، أو انقطع رزقه، أو لاحقته الأجهزة الأمنية بسبب هذا الفضاء الأزرق.

لا تجعل من هذا الفضاء الأزرق سببا لتعاستك ..

خد أجازة….وحينما تعود ستكون أقل اهتماما وأكثر عافية ..وأخف في المتاعب النفسية.

ولعلنا نذكر أن لطريق التطوير والإصلاح أشكالا متنوعة، الطبيب يجاهد في المشفى الذي يعمل فيه، والأستاذ الجامعي في بحوثه، والمحاسب في شركته والطالب في علمه.إلخ.

في العقد الأخير كنت أعرف في الجامعة ١٠ من الأصدقاء، نصفهم في غاية الوطنية والحب لبلدهم، والنصف الآخر في ضعف واضح في المستوى العلمي، ولا يتركون فرصة إلا ويقتنصوها من دون استحقاق.

الوطنيون-كعادتهم- سذج..كتبوا على الفيسبوك كل أفكارهم فتم استبعادهم من كل شيء وتجرأ السفهاء عليهم فنغصوا حياتهم.

الانتهازيون لم يفعلوا اي شيء سوى وضع علم مصر على صفحتهم فتملكوا مواقع زملائهم وأخذوا أماكنهم..والنتيجة تدهور الوضع والمستوى وتأخر التطوير وإفلاس عام.

كفى سذاجة،

كفى من أضاعوا أنفسهم على هذا الفضاء الأزرق!

بقلم/ د. عاطف معتمد

أستاذ الجغرافيا