تطرف في التصرف !!
مواقف كثيرة عشتها منها أن طبيبا نبيلا كان يشغل مدير عام التأمين الصحي بدائرة المحافظة، وأشهد الله كان قائدا مغوارا شهما نصيرا للفقراء وأصحاب الحاجات ماقصدناه في شفاعة أو رفع الظلم عن انسان أو مساعدة مكلوم الا كان الوفاء قرينه .
الطبيب كان من أسرة ميسورة الحال فوالده ممن فتح الله عليه وكان رجلا شخيا كريما قريبا من الناس في أمالهم وألامهم،
هذا ماعرفته ممن يعرفونه ومعارفه في القري والنجوع المجاورة لقريته ، وقد فتح الله عليه وقام ببناء مسجد علي أرضه ومن جيبه الخاص دون قبول تبرعات .
وكنت اتابع العمل مع نجله الطبيب النبيل
في كل مراحله تقريبا بدايه من وضع الأساس ورسم القبلة في مكانها مرورا ببناء الحوائط والتشطيبات وقد أبلي والده بلاء حسنا في التشطيب .
وبمرور الأيام جاء وقت الافتتاح والصلاه في المسجد وكنا علي مشارف شهر رمضان المبارك .
وقد حضر الوالد الكريم ومعه نجله الطبيب
وقد شرفوني بالحضور في مكتبي وكنت مديرا للدعوه لدعوتنا والتمهيد لافتتاح المسجد وبالفعل تم تحديد الموعد وكان يوم الجمعه وحضرنا جميعا ومعنا جهاز الدعوه مشاركه منا في هذا العرس الجميل والكبير وكنت أري الفرحة علي وجوه أبناء القريه والقري المجاورة ولم لا والداعين من أصحاب الفضل تربطهم علاقات طيبة بالجميع . وعقب الصلاه رأيتهم قد أعدوا العده( لتناول وجبه الغداء للحضور جميعا )
في مكان واحد ..
وحدث مالم يكن متوقعا فقد رفع وكيل الوزارة صوته غاضبا، داعيا كل المشايخ للانصراف فنحن كما قال
ماجئنا لتناول الطعام ولكن جئنا للافتتاح
كان موقفا مؤلما للطبيب ووالده رأيتهم والحياء يغطي وجهيهما ..
وهم يطلبون منه الجلوس مع الناس جبرا لخاطرهم الا أنه كان قاسيا، وانصرف
دون أحم أو دستور ونظرا للعلاقة التي كان تربطني بالطبيب دخلت وتناولت وجبة الغداء مع الحضور .
وهم يودعوني سمعت من الوالد الكريم
كلمه لايمكن نسيانها حتي اليوم وقد وجه كلامه لي هل يرضيك ماحدث حاولت التخفيف من وطأة ماحدث ثم انهي كلامه
( انه تطرف في التصرف )
وتبقي حكمه الرجل زادا لأصحاب القلوب النقية الطاهرة .
الشيخ / سعد الفقي
كاتب وباحث
Average Rating